مخطوط قرآني كبير على ورق
المخطوط التالي هو أحد أجمل أمثلة الفنون القاجارية الملكية في فترتها الذهبية، يتجلى فيه خط النسخ الدقيق وتذهيب فائق الروعة مع تجليد لكّي زهري أصلي معاصر. ولا تقتصر قيمته على حِرَفيته العالية الفخمة في كل صفحة، بل ولكونه أيضاً عملاً ملكياً تاريخياً.
ويُذكر في النقش بآخر المطوية أنه خصص في البداية لميرزا علي محمد خان الذي كان قد تزوج من العائلة المالكة وتحديداً خورشيد كولاه خانوم، الابنة ال42 لفتح علي شاه، ثم انتقل إلى حيازة أنيس الدولة إذ توجد في النص إشارات إلى ختمها الخاص.
أنيس الدولة وهي الزوجة المفضلة من بين الزوجات ال85 لناصر الدين شاه (حكم من 1264-1313 هـ/ 1848-1896 م)، وكانت تتسم بالقوة والتأثير والتدين واللباقة والإحسان والفطنة. منحها ناصر الدين لقب أنيس الدولة تعبيراً عن حبه وتقديره لها.
يفتتح القرآن بمطويتين مذهبتين بزخم وفخامة مكتوبتين باللون الذهبي مع أدعية وقوائم بأسماء السور في ألواح بالأخضر واللازوردي والأزرق، وأطر عريضة وزخارف وتوريقات متفاوتة باللون الذهبي تحيط بسعفات حمراء وخضراء. وتوضح الشمسات أن الأدعية تقرأ قبل قراءة النص القرآني ذاته:
“اللهم زيّن به لساني وجمّل به وجهي وقوِّ به جسدي وثقّل به ميزاني
وارزقني حق تلاوته على طاعتك آناء الليل وأطراف النهار واحشرني مع النبي محمد وآله”
ويلي ذلك نص بخط النسخ العريض، وكتبت أسماء السور بالذهبي على ألواح خضراء أو زرقاء. وتظهر أيضاً ترجمات بين السطور بخط النستعليق الأحمر مع تعليقات إضافية، ولون أسود داخل ألواح ذهبية في الهوامش الخارجية.
ونُقشت في التجليد الداخلي المصنوع من اللك المزهر أسماء الله الحسنى باللون الذهبي ضمن مجموعة من أدعية أخرى بالترتيب الأبجدي، وذلك في النصف السفلي، وأدعية فارسية حول الهامش الخارجي باللون الذهبي على خلفية سوداء.